يشهد الصين ظاهرة اجتماعية غريبة حيث يتجه العديد من شباب الجيل “Z” وجيل الألفية إلى الاستقالة من العمل قبل بلوغهم الثلاثين عامًا ويغادرون المدن نحو المناطق الريفية للعيش هناك. ينشرون رحلاتهم الريفية على وسائل التواصل الاجتماعي، بينما يستمتعون بفترات راحة مهنية طويلة أو يظلون عاطلين عن العمل. على سبيل المثال، قام شاب يبلغ من العمر 22 عامًا بالاستقالة من وظائفه السابقة وعاد إلى منزله في الريف.

مع ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب في الصين، وصلت الى 18.8٪، فإن هؤلاء الشباب يواجهون صعوبة في العثور على فرص عمل مناسبة. تضاف إلى هذا الاتجاه توفر وظائف ذات أجور منخفضة في المدن، مما يجعل الشباب يفضلون البقاء في المنزل بدل الانخراط في هذه الفرص. وبالرغم من أن هذا النهج يعتبر غير مقبول إلا أن الشيوعية والقيم الثقافية في المجتمع الصيني تدفع الشباب للاعتقاد بأن التعليم يجب أن يتبع بالعمل.

تعمل بعض المؤسسات في الصين على تلبية هذه الاحتياجات، من خلال تقديم خدمات “دور رعاية الشباب” التي توفر بيئة للشباب للاستمتاع بفترات راحة والابتعاد عن الحياة الحضرية المجهدة. على الرغم من أن هذا النهج قد يبدو كخدعة تسويقية، إلا أن شعبيته لا تزال تعكس الرغبة في أسلوب حياة أكثر هدوء وبعيدًا عن الضغوطات الحضرية. وعلى الرغم من أن المناطق الريفية قد تكون ملجأً مؤقتًا للبطالة الحضرية، فإن هؤلاء الشباب قد لا يبقون في هذه المناطق لفترة طويلة نظرًا لعدم توفر البنية التحتية الحديثة والرعاية الصحية والتعليم عالي الجودة.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © أخبار العراق اليوم. جميع حقوق النشر محفوظة.