شعر: أديب كمال الدين
وسطَ حُلْمٍ غامضٍ وعنيف
أُعْطِيتُ كأساً تنبعُ في داخلِها
شمسٌ صغيرة،
شمسٌ لا تتوقّفُ عن الضياء
ولا تعرفُ أن تختفي أو تموت.
حتّى إذا استيقظتُ
وجدتُها بجانبي على السرير.
ففرحتُ بل رقصتُ حدّ الجنون
ثُمَّ خفتُ على الكأس
حتّى حاصرني الخوفُ من كلِّ جانب،
خفتُ عليها من كلِّ ذي عينٍ
أو روحٍ
أو يدٍ
أو لسان.
ضحكت الكأسُ وهي ترى ارتباكي الشديد،
قالتْ: ضعْني وسطَ قلبِك
فهو المكان الوحيد
الذي لن يصلَ إليهِ اللصوص.
فوضعتُها مُسرعاً جذلاً وسطَ قلبي
وقلتُ لها: ما اسمك؟
ضحكت الكأسُ ثانيةً وقالتْ:
ألم تعرفني؟
أنا كأسُ القصيدة
أنا شمسُ كأسِ القصيدة
أنا مَن سيعطي لرمادِ حياتِكَ الفانية
حرفَ الخلود
أيّها الشاعرُ المُحاصرُ بالموت
من كلِّ جانب.