وأمهلت «إيكواس» العسكريين في النيجر أسبوعاً لإعادة الانتظام الدستوري إلى الحكم، من دون أن تستبعد “استخدام القوة”.
ودعا قادة دول مجموعة «إيكواس» المكونة من 15 عضواً، إلى الإفراج الفوري عن رئيس النيجر المحتجز، وإعادته إلى السلطة، واستعادة النظام الدستوري بالكامل في البلاد. كما أعلنوا تجميد أصول جمهورية النيجر في البنوك المركزية للدول الأعضاء بها.
وحذّرت «إيكواس» من أنه في حال «عدم تلبية (المطالب) في مهلة أسبوع»، ستقوم المجموعة «باتخاذ كل الإجراءات الضرورية.. وهذه الإجراءات قد تشمل استخدام القوة». وكان القادة العسكريون في النيجر قد حذروا، في وقت سابق، من أي تدخل عسكري في بلادهم.
وقال المتحدث باسم المجلس العسكري أمادو عبد الرحمن: «الهدف من اجتماع (إيكواس) هو الموافقة على خطة عدوان ضد النيجر من خلال تدخل عسكري وشيك في نيامي، بالتعاون مع دول أفريقية أخرى غير أعضاء في (إيكواس) وبعض الدول الغربية». وأضاف: “نريد أن نذكّر مرة أخرى المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا أو أي مغامر آخر بعزمنا الراسخ على الدفاع عن وطننا”.
والنيجر واحدة من أفقر دول العالم، وتتلقى مساعدات تنموية رسمية تقدر قيمتها بنحو ملياري دولار سنوياً، وفقاً للبنك الدولي. كما أنها شريك أمني لبعض الدول الغربية مثل فرنسا والولايات المتحدة، اللتين تستخدمانها قاعدةً لجهودهما الرامية لاحتواء أعمال عنف يشنها متشددون في منطقة الساحل بغرب ووسط أفريقيا.
ولقي الانقلاب العسكري في النيجر إدانة واسعة النطاق من جيرانها وشركائها الدوليين، ومنهم الولايات المتحدة، والأمم المتحدة، والاتحاد الأفريقي، والاتحاد الأوروبي، وفرنسا، الذين رفضوا الاعتراف بالزعماء الجدد، وطالبوا بإعادة الرئيس محمد بازوم إلى السلطة.
وخرج الآلاف من أنصار المجلس العسكري إلى شوارع العاصمة نيامي، في ساعة مبكرة من صباح اليوم (الأحد)؛ للتعبير عن دعمهم له، ورفض أي تدخل من جانب المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا في بلادهم.
وجاءت المظاهرة بدعوة من القادة العسكريين، بحسب وكالة «رويترز» للأنباء.
وقال مراسل لـ«رويترز» إن المتظاهرين تجمعوا في ميدان عام بوسط نيامي، وتوجه البعض منهم إلى السفارة الفرنسية، مرددين شعارات مناهضة للفرنسيين، ورفعوا لافتات كتب عليها «تسقط فرنسا» و”نعم لخروج فرنسا”.
وألقى بعض الشباب الحجارة على مبنى السفارة قبل أن تفرق قوات الحرس الوطني المتظاهرين.
وأصدر المجلس العسكري بياناً، في وقت لاحق بثه التلفزيون الوطني، دعا فيه المتظاهرين إلى عدم تخريب أو تدمير الممتلكات العامة والخاصة.
ولم يصدر أي تعليق من بازوم، منذ فجر الخميس، عندما احتُجز داخل القصر الرئاسي، لكن الاتحاد الأوروبي وفرنسا وآخرين يقولون إنهم ما زالوا يعترفون به رئيساً شرعياً. وقرر الاتحاد الأوروبي وفرنسا وقف الدعم المالي المقدم للنيجر، وهددت الولايات المتحدة بفعل الشيء ذاته.
من جهة اخرى نقل عن قصر الإليزيه أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون «لن يتسامح مع أيّ هجوم على فرنسا ومصالحها». وحاول البعض اقتحام المبنى، في حين انتزع آخرون اللوحة التي تحمل عبارة «سفارة فرنسا لدى النيجر» وداسوا عليها ووضعوا مكانها علمي روسيا والنيجر وسط هتافات: «تحيا روسيا» و«لتسقط فرنسا». وحيّا جندي من شاحنة صغيرة الحشد الذي كان يهتف: «روسيا… روسيا!» و«يحيا جيش النيجر» و«تياني… تياني!»، في إشارة إلى رئيس المجلس العسكري الانقلابي عبد الرحمن تياني.