أقر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بمسؤولية فرنسا عن قتل زعيم جبهة التحرير الوطني وحكيم الثورة العربي بن مهيدي في عام 1957، خلال الذكرى السبعين لاندلاع ثورة التحرير الجزائرية. وأعلن ماكرون في بيان أن بن مهيدي قتل على يد عسكريين فرنسيين تحت قيادة الجنرال بول أوساريس. ورغم أن الرواية الرسمية الفرنسية كانت تزعم أن بن مهيدي انتحر في زنزانته، إلا أن الجنرال أوساريس اعترف بقتله في مذكرات نشر عام 2000.
العربي بن مهيدي الذي ولد عام 1923 كان يعتبر رمزا للجزائر وأحد المفجرين الرئيسيين لثورة التحرير ضد الاستعمار الفرنسي، حيث ألقي القبض عليه في فبراير 1957 أثناء قيادته معركة الجزائر العاصمة. كان مميزًا بشخصيته القيادية والفريدة التي أثنى عليها الجنود المظليين الفرنسيين حين ألقوا القبض عليه. ويشتهر بعبارته التاريخية “ألقوا بالثورة إلى الشارع يلتقطها الشعب”. وهذا الاعتراف من ماكرون هو الثالث بمسؤولية فرنسا عن اغتيال شخصيات بارزة في الثورة الجزائرية في إطار سياسة الاعتراف التدريجي بجرائم الاستعمار الفرنسي.
تطالب السلطات الجزائرية بمعالجة “شجاعة ومنصفة” لمطالبها بالاعتراف الرسمي بالجرائم التي ارتكبتها فرنسا أثناء استعمار الجزائر، وإعادة الأرشيف الجزائري وممتلكات أخرى نهبتها، بالإضافة إلى طلبها بتقديم معلومات عن التجارب النووية الفرنسية في الصحراء الجزائرية وتطهير المواقع الملوثة بالإشعاعات النووية. بينما ترفض فرنسا تقديم اعتذار شامل عن جرائمها خلال الاستعمار وتعتذر بقيود قانونية عن إعادة بعض ما نهبته من الجزائر.