متابعة المدى
نددت وزارة الخارجية الروسية، امس السبت، بما وصفته بأنه «هجوم إرهابي» أوكراني على جسر القرم، قائلة إنه عرّض حياة المدنيين الأبرياء للخطر، وتعهدت بالرد عليه.
وقالت المتحدثة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا، في بيان على «تليغرام»: “لا يمكن أن يكون هناك أي مبرر لمثل هذه الأعمال الهمجية، ولن تمر دون رد”.
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد قالت، في وقت سابق، إن قواتها أحبطت هجوماً بالصواريخ شنته أوكرانيا على الجسر الذي يبلغ طوله 19 كيلومتراً، ويربط شبه جزيرة القرم بروسيا عبر مضيق كيرتش، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.
وأضافت الوزارة أن القوات الروسية أسقطت أيضاً عدداً من الطائرات المسيّرة الأوكرانية التي استهدفت شبه الجزيرة. من جهة اخرى قالت وكالة أنباء امس السبت، إن أوكرانيا، التي تسعى إلى فتح طرق ملاحية آمنة في البحر الأسود، بدأت في تسجيل السفن الراغبة باستخدام الممر الذي أعلنته الأسبوع الماضي. وأعلنت أوكرانيا يوم الخميس، «ممراً إنسانياً» في البحر الأسود يسمح بإبحار سفن الشحن المحاصرة في موانئها منذ أن شنت روسيا غزوها واسع النطاق للبلاد في 24 فبراير (شباط) 2022.
ويعد الممر اختباراً جديداً لحصار روسيا الفعلي بعد انسحابها الشهر الماضي، من الاتفاق الذي سمح لكييف بتصدير الحبوب.
ونقلت وكالة «إنترفاكس» الأوكرانية عن المتحدث باسم البحرية الأوكرانية دميترو بليتينتشوك قوله: «التسجيل مفتوح الآن والمنسق يعمل بالفعل»، دون الإدلاء بمزيد من التفاصيل.
كان مصدر بالقطاع قد أبلغ وكالة «رويترز» أمس الأول (الجمعة)، بأنه لم تمر أية سفن بعد في الممر.
وقال بليتينتشوك: “بالطبع كل شيء سيحدث تحت إشراف القوات المسلحة الأوكرانية. نبذل قصارى جهدنا لضمان الأمن”.
ولم توضح روسيا ما إن كانت ستحترم ممر الشحن، في حين عبَّرت مصادر في قطاعي الشحن والتأمين عن مخاوفها إزاء السلامة.
وسيكون الممر الإنساني متاحاً، في بادئ الأمر على الأقل، لسفن مثل سفن الحاويات العالقة في الموانئ الأوكرانية منذ بدء الغزو، التي لم تكن مشمولة بالاتفاق الذي فتح الموانئ أمام شحنات الحبوب العام الماضي.
أعلنت القوات الجوية الأوكرانية أن روسيا أطلقت الجمعة أربعة صواريخ فرط صوتية من طراز «كينجال-إكس-47» التي يصعب اعتراضها بسبب سرعتها، باتجاه غربي أوكرانيا، مشيرة إلى أن الدفاعات الجوية اعترضت منها صاروخا واحدا. ونادرا ما يستهدف غربي أوكرانيا بالقصف الروسي مقارنة ببقية البلاد، إذ تمتد الجبهة لنحو ألف كيلومتر في شمال شرقي البلاد وشرقيها وجنوبيها. وبحسب المصادر الأوكرانية، أطلقت صواريخ «كينجال-إكس-47» من مدينتي تولا وليبتسك الواقعتين على بعد 180 و460 كلم جنوب موسكو على التوالي. وأضافت القوات الجوية في بيان نشر على «تليغرام»: “سقطت الصواريخ الأخرى قرب مطار (كولوميا) وأصيبت بنى تحتية مدنية وسقط صاروخ على منطقة سكنية”.
وتطالب أوكرانيا بصواريخ كروز من طراز «تاوروس» من برلين حتى تتمكن من مهاجمة مواقع للقوات المسلحة الروسية بعيدا عن خط المواجهة. وكانت الحكومة الألمانية مترددة في الاستجابة، لأن المقذوفات يمكن أن تصل أيضا إلى الأراضي الروسية. وقال وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس الأسبوع الماضي: «هذا الأمر ليس على رأس أولوياتنا الآن». وذكر الوزير أن هناك بالتأكيد مخاوف واضحة بشأن التسليم، لكنه لم يستبعد بشكل قاطع التسليم في المستقبل، وقال: «وقت اتخاذ القرار لم يحن بعد بالنسبة لنا». وتفتقد أوكرانيا لصواريخ مماثلة للروسية بعيدة المدى. واحتدمت النقاشات مجددا بشأنها، حيث طالب سياسيون من داخل الحكومة وخارجها بأن تحصل كييف على تلك الأسلحة المطلوبة، إلا أن برلين متخوفة من التصعيد في حالة استخدمت هذه الصواريخ لضرب العمق الروسي.
قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا في منشور على شبكة التواصل الاجتماعي «إكس»، المعروفة سابقاً باسم «تويتر»، إن بلاده لا تريد استخدام صواريخ كروز التي تطلبها من ألمانيا والولايات المتحدة على الأراضي الروسية. ووصف الصواريخ بعيدة المدى بأنها «مهمة للغاية»، مضيفا أن أوكرانيا طلبت من البلدين إرسال الصواريخ «في أسرع وقت ممكن». وأكد كوليبا لبرلين وواشنطن أن الصواريخ “ستستخدم فقط داخل حدود أوكرانيا”. وكتب على المنصة: “حصولنا على صواريخ أطول مدى يؤدي إلى قصر أجل الحرب”. وأوضحت متحدثة باسم وزارة الدفاع الألمانية الجمعة، كما نقلت عنها الوكالة الألمانية، «لم يتم اتخاذ قرار سياسي بتسليم الأسلحة». وكان وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس قد أشار مؤخرا إلى أن بلاده ليست الدولة الوحيدة التي تمنع إطلاق الصواريخ، حسبما قال مكتبه الجمعة. وقال الوزير: «لسنا الوحيدين الذين لا نقدم (تلك الأسلحة)، وحلفاؤنا في الولايات المتحدة لا يسلمون صواريخ كروز هذه أيضا». ولدى هذه الأنظمة من الصواريخ القدرة على تدمير المخابئ ومواقع القيادة المحمية على مسافات تصل إلى 500 كيلومتر.