تعتبر القضايا السياسية في العراق من أبرز المحاور التي تشكلها الجغرافية السياسية، حيث تلعب العوامل الجغرافية دورا حاسما في تحديد مسارات السياسة والاتجاهات في البلاد. تفاعل القضايا السياسية مع الجغرافية يتطلب فهما عميقا للتحديات والفرص التي توجد، والقدرة على وضع استراتيجيات تلبي احتياجات وطموحات الشعب. تلعب الجغرافية السياسية دورا هاما في فهم توزيع السكان والثقافات والمصالح السياسية والاقتصادية في العراق، كما تسهم في تشكيل الديموغرافيا والعلاقات الدولية.
يعد العراق مهداً للحضارات القديمة ويتمتع بموقع جيوسياسي هام في منطقة الشرق الأوسط، إذ يربط بين شبه الجزيرة العربية وبلاد الشام وتركيا وإيران، مما يجعله بوابة للتجارة والطاقة بين القارات. يحده العراق من العديد من الجهات مثل تركيا وإيران وإقليم كردستان العراق والكويت والسعودية والأردن وسوريا. يشهد العراق تداعيات النزاعات الإقليمية والدولية، حيث يستغل البعض القدرات الضعيفة للقيادات العراقية في فهم الجغرافية السياسية للتدخل في شؤون البلاد.
تشهد العراق حالياً نقصا واضحا في فهم القيادات السياسية للجغرافية السياسية، مما يؤثر سلباً على استقرار البلاد وتطورها المستقبلي. يعود هذا التقصير بشكل كبير إلى انتشار الفساد والتدخلات الخارجية التي تقوض هياكل الدولة وتضر صورتها أمام المجتمع الدولي. يجب على القادة العراقيين استعادة الوعي بأهمية الجغرافية السياسية ووضع استراتيجيات تعبر عن هذه الواقعية لحماية سيادة البلاد وتحقيق مصالح شعبها وتعزيز الوحدة الوطنية. ينبغي للقيادات العراقية اتباع نهج جديد ومبتكر في التعامل مع التحديات الجغرافية السياسية والاستفادة من الفرص الإقليمية والدولية بحكمة لصالح تقدم العراق واستقراره المستدام.