ويفترض انتهى امس، التمديد الثاني للمفوضية لتسجيل التحالفات بعد ان قالت الاخيرة ان التمديد سيكون لـ”مرة واحدة”.

ويبدو حسم الامر الان باعلان موت تحالف الفتح الذي كان بزعامة هادي العامري، فيما يرأس قيس الخزعلي (زعيم العصائب) تحالفا جديدا.

وفي محصلة الخريطة الشيعية ستتنافس في انتخابات مجالس المحافظات 3 تحالفات كبيرة، لكن هل سيوقف هذا الاتفاق الخلافات داخل “الاطار”؟

في وقت كانت فيه المجموعة الشيعية ترسم الملامح الاخيرة للتحالفات كانت اطراف من داخل “الاطار” تهاجم الاخير بسبب توقف تطبيق تليغرام!

وشمل الانتقاد الحكومة، وزارة الاتصالات التي تديرها هيام الياسري مرشحة التحالف الشيعي، وهيئة الاعلام والاتصال وهي من حصة “الاطار”.

وقالت الوزارة في بيان ان اغلاق التطبيق جاء بسبب “تسريب بيانات المواطنين”.

لكن منصات اخبارية قريبة من فصائل مسلحة منضوية في “الاطار” اشارت الى ان اغلاق “تليغرام” كان بسبب تدخل السفيرة الامريكية.

ونقلت وكالة قريبة من احد الفصائل عن عائد الهلالي الذي وصفته بانه احد اعضاء تحالف الفتح، تأكيده “وجود ضغوط أمريكية”.

وقال الهلالي إن “عملية التواصل والاتصال، وما ينشر فيه، ربما أزعج أمريكا، وهو ما دفعها لإجراء هذه الضغوط”.

وتستخدم فصائل “تليغرام” لبث العمليات المسلحة في الداخل وفي دول مجاورة، كما تدعم قنوات تلك الفصائل روسيا في حربها ضد اوكرانيا.

وأضاف الهلالي “إدارة واشنطن تمارس ضغوطاً هائلة على الحكومة العراقية؛ لاسيما في الفترة الأخيرة، ومن بينها إغلاق تطبيق تليغرام بحجة وجود تسريب للمعلومات والبيانات الحكومية، وما الى ذلك”.

ويدور في الاوساط السياسية حديث عن ان وقف التطبيق جاء بالتزامن مع حملة شديدة قادتها اطراف شيعية ضد “الاطار” بسبب قضية ام قصر.

ونفى رئيس الحكومة محمد السوداني، التنازل عن أية أراضي عراقية لصالح دولة الكويت، مؤكداً أن ما يثار الآن يهدف إلى تضليل الرأي العام وتشويه الحقائق.

وكانت 4 اجنحة داخل الاطار التنسيقي قد تبادلت الاتهامات بشأن ماقالت انه “صفقة لبيع ام قصر الى الكويت”.

وقال النائب يوسف الكلابي القريب من الحشد في مداخلة في البرلمان ان “ترسيم الحدود مع الكويت يشهد تواطؤا من جهات من داخل العراق”.

وكانت منصات على “تليغرام” مثل صابرين نيوز المعروفة بقربها من الفصائل قد صعدت بشأن ازمة ام قصر، كما اعلنت مؤخرا تشكيل تحالف اعلامي احتجاجاً على “تقييد حرية النشر”.

وهددت “صابرين نيوز” هيئة الاعلام بالتراجع عن قرار حجب تطبيق تليغرام خلال “72 ساعة” والا ستقوم بنشر “وثائق سرية” تخص الاخيرة.

وكشفت المنصة الاخبارية عن ان الهيئة كانت قد قدمت مقترحات تؤيد غلق “تلغرام”.

بالمقابل اعترض زعيم ائتلاف “دولة القانون” نوري المالكي ضمنياً على قرار حجب تطبيق “تليغرام”، فيما كان اعضاء من حزبه اتهموا محافظ البصرة ببيع ام قصر!

وكتب المالكي، في تدوينة على منصة “إكس” (تويتر سابقاً)، إن “العراق بلد ديمقراطي يؤمن بحرية الإعلام والتعبير، ورغم انها حق أساسي ولكنها ليست حقاً مطلقاً”.

وأضاف أن “مسألة حجب مواقع التواصل الاجتماعي لدواعي أمنية، يجب أن تراعي المواقع التي تدعم الدولة والحكومة عن المواقع التي تحرض على الكراهية والعنف والتعدي على خصوصية الآخرين”.

كما وجه النائب سعود الساعدي، عضو كتائب حزب الله، سؤالا نيابيا الى وزيرة الاتصالات هيام الياسري بشأن غلق التليغرام.

وسأل الساعدي بحسب وثيقة نشرت على وسائل الاعلام، الياسري فيما لو كانت الوزارة لها حصة من تليغرام؟!

كما سأل النائب الوزارة عن اسباب غلق التطبيق “على الرغم من الدور الكبير الذي تؤديه المنصة في مجال نشر الاعلام الهادف”؟

الى ذلك قررت الوكالة الرسمية للحكومة، الاثنين، إيقاف النشر في “التليغرام”.

وقالت الوكالة في بيان مقتضب إنه “تقرر إيقاف النشر في قناة (التليغرام) والانتقال إلى تطبيق (فايبر)، التزاماً بقرار حجب تطبيق (التليغرام) وبناءً على توجيهات الجهات العليا لمحددات تتعلق بالأمن الوطني”.

لكن مصطفى سند النائب المحسوب على “الاطار” هاجم قرار الوكالة الاخير، وقال في تدوينة ان “فايبر يديره الكيان الاسرائيلي”.

خارطة التحالفات الشيعية

وعلى الضفة الاخرى من الاحداث فان الاطار التنسيقي حسم اخيراً خارطة التحالفات التي ستخوض الانتخابات المحلية المقرر اجراءها قبل نهاية العام.

وكان “الاطار” قد اعلن قبل ايام، خوضه الانتخابات بكتل متفرقة على ان يلتئم في تحالف واحد عقب ظهور نتائج الانتخابات.

وبحسب احاديث الكواليس ان تمديد المفوضية للمرة الثانية لاجراءات تسجيل التحالفات كان بسبب تعثر مفاوضات التحالف الشيعي.

وكشفت الوكالة الرسمية مساء الاحد عن اقرار المفوضية “تمديد فترة تسجيل التحالفات السياسية الراغبة بالمشاركة في الانتخابات المحلية، لغاية يوم غد الاثنين (امس) الموافق السابع من آب الحالي”.

وكان من المفترض ان ينتهي التمديد الاول الذي اعلنت عنه المفوضية الاسبوع الماضي، مساء الاحد الماضي، والذي قالت حينها بانه سيكون “تمديد لمرة واحدة”.

ووصل عدد التحالفات المسجلة في المفوضية، بحسب اخر احصائيات الاخيرة، لاكثر من 30 تحالفا، فيما يتوقع ان يتصاعد الى 40 تحالفا وهو ضعف تحالفات انتخابات 2021.

وتبدو الخارطة النهائية للتحالفات الشيعية والتي اعلن فيها وفاة تحالف الفتح الذي انشطر الى عدة تحالفات كما يلي:

1 – تحالف الصفوة، وهو احدث التحالفات الذي ولد في الساعات الاخيرة من المفاوضات وهو بزعامة قيس الخزعلي.

ويضم التحالف الاطراف التالية:

– حركة صادقون (عصائب اهل الحق) برئاسة قيس الخزعلي.

– حركة إرادة برئاسة النائبة حنان الفتلاوي.

– سومريون برئاسة وزير العمل وزعيم فصيل جند الامام أحمد الأسدي.

– منتصرون برئاسة أبو آلاء الولائي زعيم كتائب سيد الشهداء.

– حقوق المظلة السياسية لكتائب حزب الله بزعامة النائب حسين مؤنس.

– حركة الصدق والعطاء (المظلة السياسية لفصيل انصار الله الاوفياء- حشد) برئاسة الشيخ حيدر مزهر.

وبحسب التسريبات ان التحالف الاخير سيندمج في تحالف اوسع يسمى “نبني” ويضم:

– منظمة بدر بزعامة هادي العامري، الرئيس السابق لتحالف الفتح.

– العقد الوطني بزعامة رئيس الحشد فالح الفياض.

– الجهاد والبناء، احد فصائل الحشد، بزعامة حسن الساري.

– اقتدار وطن برئاسة وزير الشباب السابق عبد الحسين عبطان.

2 – تحالف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء الاسبق نوري المالكي

3 – تحالف الاعتدال (قوى الدولة) بزعامة عمار الحكيم (تيار الحكمة) ورئيس الوزراء الاسبق حيدر العبادي (زعيم تحالف النصر).

وعن قرار التمديد الثاني يقول احسان الشمري رئيس مركز التفكير السياسي ان “التمديد يبدو له علاقة بعدم حسم الاطار التنسيقي امره بشأن التحالفات”.

ويضيف الشمري في حديث مع (المدى): “وعلى هذا الاساس ان المفوضية استشعرت الذهاب الى تمديد اول لموعد غلق تسجيل التحالفات ثم موعد ثاني بانتظار انتهاء المفاوضات الشيعية”.

وقلل الباحث في الشأن السياسي من الأنباء التي تتحدث عن احتمال التأجيل بانتظار التيار الصدري. وحتى اللحظة لم يعلن الاخير موقفه من الانتخابات.

ورجح الشمري “عدم مشاركة الصدريين بالانتخابات المحلية وانتظار الانتخابات التشريعية المبكرة التي أقرت في الاتفاق السياسي والبرنامج الحكومي”.

واعتبر الشمري قرار تأجيل المفوضية لمرتين بانه يؤشر على ان الاخيرة: “تنتظر الفعل السياسي اكثر من عملها الاجرائي”.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © أخبار العراق اليوم. جميع حقوق النشر محفوظة.