المدى / بغداد
احتضن متحف نخيل عراقي يوم الخامس من آب جلسة استذكارية ونقدية للروائي عدنان منشد بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لرحيله واحتفاءً بروايته الموسومة “الدولفين” وشهدت الجلسة التي أدارها القاص حسين رشيد حضور ذوي المحتفى به وجمع كبير من النقاد والأدباء العراقيين سيما المهتمين بالشأن الثقافي والروائي فضلاً عن التجربة الروائية والثقافية والصحفية لمنشد لتفتتح الجلسة بقراءة سورة الفاتحة ترحماً على روحه.
وأكد مدير الجلسة أن “منشد لم يكن بعيداً عن الجميع بل كان جزءاً مهماً من جسد الثقافة العراقية، وكان فاعلا في الانشطة الثقافية والصحافية ما بعد 2003، وكان متعدد الاشتغالات والاهتمامات في القصة والمسرح”.
ثم قرأ الشاعر عدنان الفضلي رسالة القاص والروائي العراقي جهاد مجيد التي حملت عنوان “عدنان فتى الأزمان” استعرض فيها تاريخ المحتفى به “النضالي والثقافي واصفاً إياه بفتى السبعينيات وأنه تميز بعزمه الذي ما هده جلاد وكأنه في اللظى كالبركان”.
بعدها تحدث الناقد فاضل ثامر عن منشد قائلاً إن “مظاهر الحزن لا تليق بالمبدعين ومنشد أحد أكبر مبدعي العراق”، مؤكدا: ان منشد كان كاتباً مسرحياً ومخرجاً مسرحيا أضاف لنا الكثير من الجمال والابداع والسيرة الناصعة البيضاء.
وأكد ثامر أن رواية (الدولفين) مثيرة وتبدأ بسرد ذاتي وتمثل مفاجأة كبيرة استطاع من خلالها منشد أن يغوص بهذه العوالم الدموية بكل جرأة وخلق عالماً مظلماً ودموياً وهذه العوالم لم يتم تقبلها إلا بعد فلترتها وهو استطاع أن يتحدث عن المأساة وفي المقابل خلق فسحة هدوء للقارئ.
فيما بينت الناقدة د.نادية هناوي أن هذه الرواية فيها عزاء كبير وهي من أهم الأعمال في تاريخ السردية العراقية، مشيرة إلى أن رواية الدولفين رواية من طراز خاص ترجم من خلالها منشد خلاصة مشواره الإبداعي وهي تقترب من التوليف المسرحي كثيراً، مضيفة: نجح منشد في ضبط تقنياتها وهي تميل كثيراً للواقعية الفوتوغرافية فضلاً عن كونها من الاستثناءات في حقل الرواية عراقياً وتقوم على خمسة ساردين جاء بهم منشد من مجتمعات متفاوتة ومتنوعة بالرؤى.
أما الناقد محمد جبير فقد أكد أن منشد قدم رؤيا متكاملة من خلال عمله في المسرح كاتباً ومخرجاً معتبراً أنه ختم حياته برواية كبيرة واستثنائية وغير عادية وهو ليس بالجديد عليه وهي تختلف اختلافاً جذرياً عن السردية التي أنتجت من عام 2003 وإلى الآن وهي سردية واقعية تعبيرية وحيادية وهو من المغايرين جداً بطريقة الكتابة.
واستعرض المخرج المسرحي د.عقيل مهدي بمداخلته تاريخ صداقته مع المحتفى به مشيراً إلى عمق مواقفه الوطنية بمواجهة النظام البعثي ومقاومته عبر الواقع وعبر الكتابة وخصوصاً في المسرح ككاتب ومخرج اسهم بتقديم اعمال مهمة في المسرح العراقي.
كما شهدت الجلسة مداخلة من قبل الفنان العراقي القدير عزيز خيون الذي قال إنني اتحدث اليوم عن عدنان منشد العراقي وكيف كان عراقياً خالصاً.
لتختتم جلسة الاستذكار بمداخلة لرئيس منظمة نخيل عراقي الثقافية الشاعر مجاهد أبو الهيل الذي أشار لموقفين أولهما يوم قررت والدته أخذهم لسفرة من أقصى الجنوب حيث قرية المجري بناحية الفهود بمحافظة ذي قار إلى بغداد مؤكداً أن ما لفت انتباهه هناك هو وجود مكتبة ووجود كاتب وقارئ اسمه عدنان منشد والثانية هي عندما كان خارج العراق وسمع بخبر رحيل هذه القامة العراقية المهمة في حقول المسرح والقصة والرواية والصحافة.